أقيمت الدورة الثانية عشرة من مهرجان عفت الدولي لأفلام الطلاب في جدة في أبريل 2025، لتضيف منصة جديدة ملهمة أمام صنّاع الأفلام السعوديين الصاعدين لعرض أعمالهم، والتواصل مع محترفي الصناعة، والحصول على فرص قيّمة للظهور. ينظم المهرجان من قبل جامعة عفت، ويُعد من أقدم المهرجانات الطلابية المستمرة في المملكة، ولا يزال يلعب دورًا محوريًا في اكتشاف المواهب الشابة وتطويرها في المشهد السينمائي السعودي.
حظي المهرجان باهتمام عالمي واسع، حيث استقبل أكثر من 2200 فيلم من 90 دولة، بالإضافة إلى مشاركات من 10 جامعات سعودية. تعكس هذه المشاركة الواسعة الحضور الدولي المتزايد للمهرجان، وأهميته كمنصة لصنّاع الأفلام من الطلبة. كما تؤكد المشاركة المحلية الكبيرة تزايد الاهتمام بفن صناعة الأفلام في المملكة، والدور الذي يؤديه المهرجان في دعم وتقديم المواهب السعودية الناشئة إلى جانب نظرائها من أنحاء العالم.
وجاءت دورة هذا العام تحت شعار "من الحلم إلى الفيلم"، لتحتفي بالإبداع والتحول، وتبرز كيف تتحول الأفكار والرؤى إلى أعمال سينمائية مؤثرة. تضمن البرنامج عروضًا للأفلام، وورش عمل، ودورات تدريبية مكثفة تهدف إلى تمكين صنّاع الأفلام الشباب من دخول هذا المجال بخطى واثقة. كما كُرِم عدد من الأسماء البارزة في عالم السينما، من بينهم المخرج السعودي عبدالله المحيسن، والممثل حسن عسيري، والمخرج خالد الحربي، والمخرجة البريطانية المتخصصة في الرسوم المتحركة جوانا كوين، والبروفيسورة غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون المصرية. وقد أضاف حضورهم عمقًا وقيمة تعليمية للمهرجان، مما عزز مكانته كمحطة جادة للحوار السينمائي والتبادل المعرفي.
وكان من أبرز المحطات الدولية في المهرجان مشاركة المخرجة البريطانية جوانا كوين، المعروفة بأعمالها الفائزة بجوائز عالمية. وجاءت زيارتها بدعم من المجلس الثقافي البريطاني، الذي يواصل التزامه بتعزيز التبادل الثقافي والتعاون الفني بين المملكة المتحدة والسعودية.
وقدّمت جوانا كوين ورشة عمل متخصصة في الرسوم المتحركة، استعرضت خلالها خطواتها في صناعة الأفلام، من بناء الشخصيات الأولى إلى إخراج الفيلم النهائي. وقد أتاحت الورشة للطلبة فرصة نادرة للتعرف على العملية الإبداعية بشكل عملي وتفاعلي، وسط أجواء من الحماس والحوار والإلهام. وكان لخبرتها وحضورها الإنساني أثر بالغ في نفوس المشاركين.
ولم تقتصر مشاركتها على الورشة فقط، بل شاركت أيضًا في جلسات حوارية تناولت موضوعات مثل الرسوم المتحركة، وسرد القصص البصرية، ودور المرأة في السينما. وقد أضفت مشاركتها منظورًا مختلفًا وملهمًا، وأسهمت في إثراء معرفة الطلاب بواقع الصناعة السينمائية عالميًا.
كما حرصت جوانا على حضور عروض أفلام الطلبة، والتقت بعدد من صنّاع الأفلام الشباب، وقدّمت لهم ملاحظات فردية وداعمة. وقد تركت طبيعتها الودودة واهتمامها الحقيقي بالأعمال المعروضة أثرًا بارزًا لدى الجميع، مما جعلها من أبرز الشخصيات في هذه الدورة.
وبينما يواصل مهرجان عفت لأفلام الطلاب نموه عامًا بعد عام، يبقى مساحة محورية للجيل الجديد من صنّاع الأفلام السعوديين للتعبير عن رؤاهم. وكانت الدورة الثانية عشرة، تحت شعار "من الحلم إلى الفيلم"، تأكيدًا على أهمية الخيال، والإرشاد، والفرص في رسم مستقبل السينما السعودية.