في عام ٢٠٢٤، فخر المجلس الثقافي البريطاني بشراكته مع الجمعية السعودية للسينما، ومركز الملك عبدالله الثاني للثقافة والفنون (إثراء)، ومهرجان الأفلام السعودية، لتعزيز الإبداع والتبادل الثقافي وبناء القدرات في قطاع السينما السعودي سريع التطور. وقد مثّل هذا إنجازًا هامًا في تعزيز العلاقات الفنية بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، سعيًا إلى شراكات مستقبلية في قطاع الفنون البريطاني.
ضمن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الأفلام السعودية، نظّم المجلس الثقافي البريطاني سلسلة من الفعاليات والمبادرات المصممة لتشجيع الإبداع بين البلدين. وقد شكّل المهرجان، الذي أصبح منصة رئيسية لسرد القصص السينمائية في المنطقة، المكان الأمثل لهذا التعاون الدولي.
عروض وورش عمل
كان من أبرز فعاليات هذا الحدث العرض الخاص للأفلام البريطانية القصيرة، والتي شملت فيلم "المستقبل ليس كما كان" (2021) للمخرجة أديمي مايكل، وفيلم "موليكا" (2022) للمخرجين ليو نيلكي ومايشا مايني، وفيلم "المدينة المحجبة" (2023) للمخرجة ناتالي كوبيدس-برادي. عرّفت هذه الأفلام الجمهور السعودي على أصوات ورؤى بريطانية فريدة.
كما استضاف المجلس الثقافي البريطاني ورشة عمل ثرية بقيادة خبراء في هذا المجال من استوديو بلو زو للرسوم المتحركة في المملكة المتحدة. قدّم الاستوديو جلسة بعنوان "بناء صناعة رسوم متحركة عالمية في المملكة العربية السعودية"، قدّمت رؤى عملية في إنتاج الرسوم المتحركة وريادة الأعمال الإبداعية، لاقت استحسانًا واسعًا من الفنانين السعوديين البارزين ومحترفي هذا المجال. قدّمت خبرة بلو زو نموذجًا لرسامي الرسوم المتحركة الطموحين الذين يتطلعون إلى المساهمة في صناعة محلية متنامية ذات أهداف عالمية.
التدريب لبناء القدرات
إلى جانب العروض الثقافية، لعب المجلس الثقافي البريطاني دورًا رئيسيًا في تدريب وتطوير القطاع الإبداعي. وبالشراكة مع ستوديو أولستر، نظموا ورشة عمل خاصة للرسوم المتحركة ساعدت المواهب السعودية الشابة على بناء المهارات التقنية الأساسية، واستكشاف تقنيات إبداعية جديدة، واكتساب المعرفة العملية، والتعرف على المعايير والممارسات الدولية في مجال الرسوم المتحركة.
بناء جسور الإبداع
أكد المجلس الثقافي البريطاني التزامه الراسخ وطويل الأمد بدعم رواة القصص السعوديين وتوسيع نطاق الصناعات الإبداعية في البلاد عالميًا من خلال سلسلة من ورش العمل وعروض الأفلام وبرامج التبادل الثقافي. وأتاحت المملكة المتحدة فرصة التواصل المباشر مع المواهب والمؤسسات المحلية، مما فتح الباب أمام إنتاجات مشتركة مستقبلية وفرص تدريب ومشاريع فنية جديدة.
تُبرز الجهود المبذولة في المملكة العربية السعودية مدى قوة التعاون عبر الحدود والقطاعات. ومع النمو السريع لقطاع السينما في المملكة العربية السعودية، تُتاح فرصة حقيقية للمنظمات والمؤسسات الفنية والمبدعين البريطانيين للانخراط في سوق يزخر بالتراث والطموح والإمكانات.
يدعو المجلس الثقافي البريطاني شركاء المملكة المتحدة في مجال الفنون والثقافة لاستكشاف الفرص المستقبلية في المملكة العربية السعودية، سواء من خلال الأفلام أو الرسوم المتحركة أو التدريب أو الحوار الإبداعي. معًا، يمكننا المساعدة في رسم ملامح فصل جديد من التعاون الإبداعي العالمي.
