بناء مستقبل إبداعي مشترك: الشراكات الثقافية بين المملكة المتحدة والسعودية

وزيرة الثقافة لوسي فريزر تلقي الكلمة الرئيسية في فعالية GREAT Futures في الرياض، المملكة العربية السعودية

Make Tofu Not War, 2018, Goshka Macuga © The Artist. Courtesy of the Artist and Kate McGarry London. Photo © British Council
Photo by https://www.gov.uk/

في مايو 2024، ألقت وزيرة الثقافة البريطانية لوسي فرازر كلمة ملهمة خلال قمة GREAT Futures في الرياض. تناولت في كلمتها التحول الثقافي الكبير الذي تشهده المملكة في إطار رؤية 2030، والدور الذي يمكن للمملكة المتحدة أن تسهم به في هذه المسيرة الطموحة.

كانت رسالتها واضحة: الأمر يتجاوز السياسات والاتفاقيات الرسمية، ليصل إلى جوهر أبعد وأعمق — الناس، والشراكات، والفرص التي يتيحها الإبداع.

مملكة تتحرك بثقة نحو المستقبل

شهدت السعودية خلال العقد الماضي نقلة نوعية لافتة. فقد أصبحت الثقافة، والتراث، والرياضة، والسياحة عناصر أساسية في مسيرة التحول، مع إطلاق مهرجانات ومعارض ومنصات إبداعية استقطبت اهتماماً عالمياً. ويعكس هذا الحراك طموحاً جريئاً يهدف إلى خلق فرص عمل، تحسين جودة الحياة، وتعزيز الحضور السعودي على الساحة الدولية.

ومن السينما والموسيقى إلى التصميم والمتاحف، تعمل رؤية 2030 على رسم مشهد ثقافي مزدهر. مدن ومناطق مثل العلا، بما تحمله من تاريخ عريق، تتحول اليوم إلى مراكز عالمية للإبداع، مع استثمارات استراتيجية في مجالات الفنون والسينما بدأت بالفعل في تحقيق نتائج ملموسة.

دور المملكة المتحدة

تفخر المملكة المتحدة بصناعاتها الإبداعية، التي تسهم بما يزيد على 124 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد الوطني، وتحتضن مواهب عالمية رائدة في السينما والموسيقى والتصميم. وكما أشارت لوسي فرازر، لطالما شكّلت الثقافة أحد أعمدة الهوية البريطانية، من إرث شكسبير إلى قوة الاقتصاد الإبداعي المعاصر.

هذا التميز يجعل من بريطانيا شريكاً طبيعياً للمملكة وهي تبني وتطور صناعاتها الثقافية. وقد بدأ التعاون بالفعل في عدة مجالات، من الشراكة بين British Esports والاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، إلى عرض مسرحية شبح الأوبرا للورد أندرو لويد ويبر في الرياض، وصولاً إلى اتفاقيات جديدة بين المتاحف مثل SOAS ومجموعة متاحف العلوم.

كما يواصل المجلس الثقافي البريطاني دوره الفاعل، حيث قدّم مؤخراً مجموعة من الأفلام القصيرة البريطانية في مهرجان السعودية السينمائي، فاتحاً المجال أمام حوارات جديدة بين صناع الأفلام والجمهور المحلي.

نحو آفاق جديدة

هذه الشراكات ما هي إلا بداية لمسيرة أوسع. معاً، تستطيع المملكة المتحدة والسعودية البناء على طموح مشترك: الاستثمار في الإبداع، تعزيز التبادل الثقافي، وفتح آفاق رحبة أمام الأجيال الشابة في البلدين.

وكما أكدت لوسي فرازر في الرياض، فإن فعاليات مثل GREAT Futures تمثل فرصة حقيقية لرسم فصل جديد في العلاقات البريطانية–السعودية، فصل يقوم على التعاون، والابتكار، والتواصل الثقافي.



انظر أيضًا

شركاؤنا

eunic
Ithraa
Manchestercamerata
RCU
RSIFF
Shubbak
VAC