في إطار عام الحِرف اليدوية 2025 الذي يندرج ضمن رؤية السعودية 2030، أطلق صندوق التنمية الثقافي برنامج مسرّعات نماء – مسار الحِرف اليدوية، بالشراكة مع وزارة الثقافة وبرنامج جودة الحياة. أُعلن عن البرنامج في 22 مايو 2025 بهدف دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في 11 مجالًا من الحِرف التقليدية، تشمل الفخار، المنسوجات، التطريز، الجلود، الأخشاب، الأعمال المعدنية، وحياكة سعف النخيل.
من التراث إلى ريادة الأعمال
لا يقتصر البرنامج على التدريب فقط، بل يقدم منظومة متكاملة تساعد الحِرفيين على تحويل مهاراتهم إلى مشروعات مستدامة. وتشمل:
- تطوير المهارات باستخدام تقنيات وأساليب حديثة
- ورش عمل متخصصة في الإدارة والتسويق
- إرشاد مهني وفرص للتواصل وبناء الشراكات
- حوافز مالية موجهة ودعم للوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية
الهدف هو تمكين الحِرفيين من بناء أعمال قابلة للنمو والتوسع، تُحافظ على الهوية الوطنية وتواكب في الوقت نفسه متطلبات الاقتصاد الإبداعي.
منصة عالمية: عرض سيلفريدجز في لندن
من 3 إلى 22 يونيو 2025، انتقلت الحِرف السعودية إلى قلب لندن عبر عرض مميز في متجر سيلفريدجز، نظمه الصندوق بالتعاون مع مؤسسة Turquoise Mountain.
تضمن العرض:
- منتجات من سعف النخيل، قطع خرزية، جلود وحُلي
- تصميمات مستوحاة من الطبيعة والعمارة في السعودية
- أعمال مصنوعة من مواد محلية مستدامة بروح عصرية
لم يكن هذا العرض مجرد تجربة تسوق، بل رسالة ثقافية قدّمت الحِرف السعودية كجزء من حوار عالمي حول الإبداع والاقتصاد الإبداعي. وبالتوازي، قدمت هيئة الأزياء فعالية خاصة ضمّت مصممين من برنامج 100 علامة سعودية إلى جانب مبدعين مدعومين من الصندوق.
وصف ماجد الحقيل، الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الثقافي، التعاون بأنه “لحظة فارقة في مسيرة الاقتصاد الثقافي للمملكة”. فيما قال بوراك جاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء: “الأمر يتجاوز كونه عرضًا للبيع بالتجزئة... إنه بداية عصر جديد للأزياء السعودية، من الرياض إلى لندن.”
رؤية وثقافة ومجتمع
منذ تأسيسه في 2021 تحت مظلة الصندوق الوطني للتنمية، أصبح صندوق التنمية الثقافي أحد الأعمدة الرئيسة للتحول الثقافي في المملكة. وتتمثل مهمته في إثراء المشهد الثقافي من خلال التمويل، وبناء القدرات، وتوفير الخبرة. ويأتي برنامج مسرّعات نماء كجزء من هذه الرؤية، ليمنح الحِرفيين فرصة للنمو محليًا والتنافس عالميًا.
ويعكس التكامل بين المسرّعات وعرض سيلفريدجز جوهر الاستراتيجية الثقافية للمملكة:
- تمكين محلي من خلال التدريب والإرشاد والدعم المالي
- حضور عالمي يضع الحِرفيين على منصات دولية
- تعزيز ركائز الثقافة: التراث، الابتكار، الانتشار، والجدوى الاقتصادية
إنها أكثر من مبادرة تنموية، بل نموذج حي لكيفية إعادة تقديم التقاليد في سياق معاصر. وفي عام الحِرف اليدوية، تثبت السعودية أنها لا تكتفي بحماية تراثها، بل تحوّله إلى مصدر للإبداع وقوة مجتمعية ودافع للنمو الاقتصادي.