في الفترة من 4 إلى 8 أكتوبر 2025، استقبل المجلس الثقافي البريطاني وفداً في المملكة العربية السعودية برئاسة البارونة ويندي ألكسندر، نائبة رئيس المجلس، وعضوة مجلس الأمناء فيونا سالزن، والمدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمير رمزان.
جاءت الزيارة تأكيداً على الشراكة الراسخة بين المجلس الثقافي البريطاني والمملكة العربية السعودية، وتجسيداً للطموح المشترك في توسيع التعاون في مجالات التعليم والثقافة والصناعات الإبداعية. وخلال خمسة أيام في الرياض وجدة، التقى الوفد بعدد من الشركاء الرئيسيين، واستكشف فرصاً جديدة، واطّلع عن قرب على كيفية إسهام رؤية 2030 في بناء منظومة ثقافية متجددة ونابضة بالحياة.
الاحتفاء بالفنون والتبادل الثقافي
من أبرز محطات الزيارة جولة في معرض كونتينيووم 25 ضمن مبادرة مستقبل فنون الدرعية، حيث استكشف الوفد أعمالاً رقمية مبتكرة تجمع بين الفن والتقنية والسرد القصصي. نسّقت المعرض إيريني باباديميتريو، وضمّ أعمالاً لفنانين بريطانيين من بينهم كارين بالمر وويليام بروكس إلى جانب مواهب سعودية ودولية ناشئة. من خلال التركيبات الغامرة وتجارب الواقع الافتراضي والفن المولّد بالذكاء الاصطناعي، تناول المعرض موضوعات الهوية والذاكرة والعلاقة المتجددة بين الإنسان والتقنية، في تعبير عن عمق الحوار الإبداعي بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ومن بين أبرز الأعمال، قدّم الفنان البريطاني ويليام جي. بروكس عملاً صوتياً بعنوان الرنين الفتاتي صُمّم باستخدام صخور الرمل المستخرجة من الرياض.
كما زار الوفد جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وعدداً من الشركاء الثقافيين في جدة، حيث تعرّف على الاستثمارات المتزايدة في مجالات تعليم الفنون والتصميم والبنية التحتية الثقافية. وعكست هذه اللقاءات التزام المجلس الثقافي البريطاني بدعم بناء القدرات في الاقتصاد الإبداعي، وتمكين الفنانين، وتعزيز التعاون الثقافي المستدام.
وجاءت الزيارة في وقتٍ يشهد زخماً متنامياً في الشراكات الثقافية بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، من خلال مشاريع مستمرة في مجالات السينما والفنون البصرية والتراث والحرف، من بينها المشاريع الجارية في العُلا التي تحتفي بالتراث والثقافة السعودية.
توسيع آفاق التعليم والفرص
وفي الوقت ذاته، شهد الوفد توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين المجلس الثقافي البريطاني وكليات التميّز، بحضور معالي يوسف البنيان وسعادة السفير البريطاني ستيفن هيتشن، تهدف إلى تعزيز التعاون في تعليم اللغة الإنجليزية والتدريب التقني والمهني، وتمكين الشباب السعودي بالمهارات اللازمة لقطاعات المستقبل.
رؤية مشتركة للمستقبل
على مدار الأسبوع، مثّلت البارونة ويندي ألكسندر وفِيونا سالزن المجلس الثقافي البريطاني في فعاليات رئيسية للتعليم والثقافة، من بينها القمة الأكاديمية العالمية التي تنظمها تايمز للتعليم العالي ومؤتمر ليرن في الرياض.
وفي ختام الزيارة، أكّد أمير رمضان أن تنامي الشراكة البريطانية–السعودية في مجالي الفنون والتعليم «يجسّد قوة التعاون في إطلاق الطاقات وتحقيق أثر مستدام على المدى الطويل».
من الفصول الدراسية إلى قاعات العرض، يواصل المجلس الثقافي البريطاني بناء جسور التواصل بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية من خلال القيم المشتركة والإبداع والابتكار، مساهماً في رسم مستقبل ثقافي أكثر إشراقاً وتكاملاً بين البلدين.